ابحث الانترنت مجددا

Sunday, May 4, 2014

الفنانة فلة الجزائرية في قلب نادي المثليين في بيروت

فلّة بعد نورهان ومادونا وجاد شويري وباسم فغالي في نادٍ للمثليين

السبت 03 أيار 2014   آخر تحديث 13:25ندى مفرّج سعيد
لم يتطرق الوسط الفني العربي لوقت قريب الى موضوع مساندته أو معارضته  لـ" المثلية الجنسية "، رغم وجود العديد من الأعمال الفنية التي تناولت ملفات شائكة أثارت الجدل. بيد ان قضية "المثلية أو الشذوذ" كانت من قضايا المحرمات التي لم يجرؤ أحد على الاقتراب من ألغامها سوى بالإشارة على استحياء في عدد من الأفلام السينمائية والمسلسلات المصرية فقط من "عمارة يعقوبيان" الى سواه، فيما كانت بعيدة التداول في الاعمال اللبنانية.

وفي قراءة للساحة اللبنانية، كانت إبتعدت فيه الأعمال الفنية لفترة طويلة عن طرح موضوع "المثلية"، لنجدها اليوم  تزخر بمثل هذه الأخبار. وكان تناول هذه القضية من خلال الاغاني الرافضة في كلماتها أو الداعمة، خجولاً حتى أتت أغنية الفنان محمد إسكندر "ضد العنف" لتتطرق مباشرة الى قلب الموضوع.
 

واليوم يبدو ان الخوف من المسّ بالمحرمات لم يعد هاجساً، حيث تشهد الساحة الفنية اللبنانية، إحياء عدد من الفنانين لحفلات في أماكن يرتادها "المثليون". ربما لاعتبار الفنان الذي يغني لهم أن هذه الفئة من "المثليين" موجودة في المجتمع وان إحياءهم لهذه الحفلات يردّ عليهم المال في زمن الشح الفني والانتاجي، أو لإعتبارهم المثلية حرية شخصية لا تتعارض مع القانون، خاصة وانها كانت تعتَبَر حالة مرضية قبل عام 1973 مُدرجًة في قائمة الاضطرابات النفسية، لتحذف بعدها من قائمة الامراض النفسية مع بداية  التسعينات.

المثليون والاغنية
 

عندما طرح الفنان محمد اسكندر أغنيته "ضد العنف" التي إستهدَف فيها المثليين، أثارت كلماتها التي كتبها ابنه فارس اسكندر ولحنها سليم سلامة، زلزالاً من الانتقادات التي إعتبَرَت انها بمثابة إعتداء على كرامتهم في لبنان.  كما وواجه محمد اسكندر حملة من الجمعيات الحقوقية اللبنانية والعربية في كندا، وخصوصاً جمعية "حلم" اللبنانية التي تعنى بحقوق  المثليين والمثليات والأقليات. ويومها سعت الجمعية عبر فروع الجمعية في بلاد الاغتراب، الى إلغاء حفلات الفنان المقررة في مونتريال وأوتاوا، بيد ان محاولاتها باءت بالفشل يومها. وأدانت الجمعية في بيانها دعوة محمد اسكندر إلى إقامة حفلة في كندا، معتبرة انه " يملك رصيداً كبيراً في الهوموفوبيا والسلوك المعادي للمثليين، ما يتناقض مع القيم والقوانين الكندية". وإعتَبَرَت الجمعية ان إسكندر مررّ من خلال أغنيته هذه رسائله العنصرية في بلد يفترض أنّه يصون الحريات الشخصية.

لكن هذه النظرة الذكوريّة التي كرسها إبن بعلبك في أغنياته التي كرّسته بدورها نجماً بعد غياب عن الساحة الغنائية، من "جمهورية قلبي" الى" إيد من حديد" و"ودع العزوبية" .. إن أثارت السخط لدى الجمعيات، بيد أنه أيدها فيها الكثير من أبناء الشارع اللبناني الرافض لظاهرة الانتشار الكثيف للمثليين ، لإعتبار هؤلاء ان إنتشار المثليين إهانة لذكوريتهم. فكانت الاغنية مثيرة للجدل، كغيرها من الاغاني التي طاولت الحريات الشخصية نقداً أو دعماً لهذه الحالات.

وكانت أتهِمَت الفنانة أمل حجازي، في العام 2006 في فيديو كليب "بياع الورد" بـ"المثلية الجنسية " بعد أن إرتدت فيه قميصا كتبت عليه عبارة .mr b ، على اعتبار أن هذه الماركة موجهة للمثليين فقط. لكن رد فعل الفنانة كان انها لم تكن تعلم بخلفية هذه الرموز وانها " فتاة محافظة"، وقالت يومها:"لا يمكن أن أفعل أشياء تغضب الله أو تناقض مبادئي" بحسب تعبيرها، مشيرة يومها الى ان المخرج يحيا سعادة وكان اول عمل يوقعه هو الذي اختار ملابسها. وبعد هذه الحملة، عمدت "روتانا" الى مَنتَجة الفيديو كليب ليظهر بصورة أخرى. لم يفهم سعادة سبب هذه الحملة، وظل يدافع عن موقفه وعن خياراته.
 

أما الفنان زياد ماهر فقد أتهم بالترويج للمثليين في أغنيته "سيبك إنت" التي صورها مع المخرج وليد ناصيف حيث إعتمد في احدى  لقطات الـclose up على إظهار وجه زياد وعيونه والقرط في أذنه اليسرى الذي يُشير ويُعاكس المثلية في المشهد الأول. حيث بحسب دراسة مواضع الأقراط لدى الشبان فعند وضع القرط في الأذن اليُمنى تعتبر إشارة إلى المثلية، أما في اليسار فهي دليل على رجولة تُجاري الموضة بحسب الفكرة الشائعة.

موسيقى الشبان اللبنانية تكسر المحرمات
 

يكثر اليوم إنتشار الفرق الشبابية الموسيقية من طلاب جامعيون، بهدف نقل من خلال موسيقاهم خلفيتهم الثقافية وتجاربهم الحياتية المتمردة على هذه روح التقاليد التي يرفضونها. ومن هذه الفرق فرقة "فريد الأطرش" و"بند جزائي" و"أدونيس" و"ولاد البلد" و فرقة "نشاز"و"رعمسيس الحمورابي" وفرق الراب اللبنانية المنتشرة بكثرة في الآونة الماضية وراهناً ومن أبرزها فرقة "خط أحمر". بيد ان الأبرز في هذا المجال "مشروع ليلى" التي تضمّ طلاب هندسة في الجامعة الأميركية اجتمعوا على أحد مشاريعهم الهندسية الصوتية في ليلة واحدة، فأصبحوا من خلال نتائج بحثهم، مجموعة تعنى بالموسيقى والأغنية المختلفة باسم مشروع "ليلى". وتمرّد هؤلاء على نظم الكلام السائد بكتابة نصوص غير متماسكة وغير موزونة،  فطرحت  تابوهات لا يزال طرحها متعثراً حتى اليوم، كموضوع "المثلية". وإستعارت نصوصاً من التجربة القديمة، وأعادت كتابتها موسيقياً حتى تخدم مشروعها، كأغنية عمر الزعني التي لا تميّز الفتاة الواقفة على الشرفة من الشاب الواقف على الشرفة، هكذا يتم التغزل بالفتاة بوصفها شاباً.
 

هذا وحاولت فرقة "مشروع ليلى" اللبنانية، التي تتميز بموسيقاها الفريدة وكلماتها المشحونة سياسيا، تجاوز المألوف في ثقافة الموسيقى العربية. ويجهر في هذا الاطار حامد سنّو بأنه مثلي جنسياً ، وهو مؤلف ومغني بارز بالفرقة . وإن كنا نعتقد بأنه من الصعب تصور قيام الكثير من الموسيقيين العرب المعاصرين بتقديم أعمال صريحة كهذه، بيد إن الجمهور اشتعل حماسا بينما كان سنو يقدم أغنيته "على بابه"، في احد حفلات الفرقة في بيروت، وهي أغنية عن رغبة الحبيب والشوق والاحساس بالضياع موجهة صراحة لرجل آخر. وقد ضمنت هذه الرغبة لدى الفرقة في إثارة موضوعات لا يتناولها الكثير من الموسيقيين العرب – مثل المثلية الجنسية والهجرة والسياسة – جمهورا مخلصا لها في لبنان وخارجه.

فنانون يغنون في  نوادي المثليين

هذا وتنتشر اليوم أيضاً ظاهرة إحياء الفنانين لحفلات في نوادي ليلية في بيروت خاصة بالمثليين في وقت كانت هكذا خطوة تثير الدهشة في الماضي ويتم رفضها في مجتمعنا الفني اللبناني، حيث كان الفنان يدرس كل إطلالاته الفنية  ليرفض ما يسيء الى صورته. ولطالما جاهر الكثير من الفنانين برفضهم حتى الغناء في المطاعم والملاهي لأن الامر يسيء الى صورتهم لنجدهم اليوم يكسرون ويطيحون بالمحرمات ويقفون للغناء علناً في نواد خاصة بالمثليين.

فبعد أن كان أحيا كل من الفنانين اللبنانين جاد شويري وباسم فغالي حفلاً في ملهى في وسط بيروت معظم رواده من المثليين، عادت وأحيت الفنانتان مادونا ونورهان ايضا حفلتين في النادي نفسه. ومساء اليوم السبت في 3 أيار، سيصدح صوت الفنانة الجزائرية فلة في النادي عينه. فيما عَلِمَ موقع "النشرة" أن الفنانة مي حريري تلقت عرضاً للغناء في النادي مقابل مبلغ تراوحت قيمته ما بين 10 و 15 الف دولار أميركي، بيد أنها رفضت العرض خوفاً من ان تثير إطلالتها هذه جدلاً إعلامياً .

المثلية على الشاشات اللبنانية

محاولات طرح قضايا المثلية الجنسية في الكتابات السينمائية والدرامية بقيت في لبنان محاولات خجولة لم تصل إلى حد القبول والتسليم بوجودها في المجتمع في الوقت الذي تقبل المشاهد العربي قضايا القتل والمخدرات والإغتصاب والعلاقات خارج إطار الزواج، لكنه لا زال ينظر إلى حالات المثلية الجنسية كنوع من الفسق والفجور ويطالب بعدم تقديمها. لكن ذلك لم يمنع قيام محاولات خجولة، ومن منّا لا يذكر كيف  تم منع فيلم "Help" بعد عدة أيام على نزوله في صالات السينما اللبنانية والذي تدور احداثه عن شاب مثلي وفتاة ليل قامت بدورها جوانا اندراوس، وتم منع بث حلقة طبية كانت تعرض مباشرة على تلفزيون لبنان تتحدث عن المثلية الجنسية واستضافت منتج الفيلم باخوس علوان.

الأفلام الاجنبية التي تناولت الموضوع كثيرة ولكن نختار فيلم "La Vie D’Adèle" للمخرج التونسي – الفرنسي عبد اللطيف كشيش حيث سألت الممثلة المراهقة آديل نفسها :  أشعر أنّ بي خللاً ما"، بعد تجربتها الجنسيّة الأولى مع صديقها الشاب. رحلة البحث عن الهويّة الجنسيّة، وعن الميول الجنسية.. أسئلةٌ طرحها المخرج كشيش في الفيلم من بطولة الممثلة آديل إكزارشوبولوس بدور آديل، وليا سايدو بدور إيمّا. الفيلم الذي حاز جائزة "السعفة الذهبية" خلال "مهرجان كان السينمائي" ، مستوحى من كتاب الرسوم الهزلية: " الأزرق لون دافئ"، للكاتبة جولي مارو. وقد مُنع عرضه في بلدان عدّة من الوطن العربي نظراً لمعالجته "تابو" اجتماعي وهو المثليّة الجنسيّة (الفيلم يتطرق الى موضوع علاقة حبّ بين فتاتين) .. مع مشاهد جنسيّة وُصفت من العديد من النقاد بالـ"بورنوغرافيّة".

والجمهور اللبناني حظي بفرصة مشاهدة الفيلم في إطار فعاليات الـ"European Film Festival" في سنتر متروبوليس – صوفيل.
 

وأيضا كانت محاولة خجولة من خلال الدراما للتطرق الى موضوع المثلية لتمثّل فتحاً جديداً في مجال الدراما التلفزيونيّة، ومرشحة لأن تبعد المسلسل عن خجل التلفزيون الذي يدخل إلى كل بيت، والاتجاه نحو تحميله جرأة سينمائيّة ملموسة. فحضر موضوع المثلية في العديد من الاعمال حيث جسدت كاتيا كعدي شخصية هيفا الفتاة المثلية في مسلسل "إمراة من ضياع". وحملت القضية أيضا عدد من المسلسلات منها "مراهقون"و "أجيال" و"غلطة عمري"و"بلا ذاكرة". .وحيث تطرق مسلسل "أجيال" الى المثلية عبر الشخصية التي جسدتها كارلا بطرس، العائدة في العمل الى بيروت بعد اغتراب، لتسكن في مجمع سكني حاولت فيه أن تستميل إليها إحدى الجارات الممثلة باميلا الكك، إلاّ أنها جوبهت بالصد.

لا شك ان الاعمال الفنية في لبنان من دراما وسينما واغان وفنانين .. باتت تقرع باب الكثير من القضايا التي كانت منذ وقت قريب "ممنوع المساس بها"، لكن يبقى السؤال هل سيرضح المجتمع لهذه القضايا ويتقبل وجودها بشكل طبيعي في مجتمعنا المحافظ في الأعمال الفنية .. وفي الحياة أيضا ؟




No comments: