ابحث الانترنت مجددا

Thursday, May 16, 2013

حكاية انجلينا جولى و لماذا ازالت ثدييها و المبايض

 
حكاية انجلينا جولي

============================

أجمل من أن تموت.. واشرس من أن تعيش "Too beautiful to die and too wild to live " تلك العبارة حملها فيلم GIA الذي قامت ببطولته النجمة العالمية أنجلينا جولي، وكأنما كان يلخص حكايتها قبل وقوعها بسنوات، فالشعار قد عكس على نحو مثير حال بطلة تقمصته فيلما، ثم دارت الأيام لتعيشه واقعاً.
ما الذي حدث؟!..
ما حدث هو أن الأطباء أخبروا فاتنة السينما الأمريكية أنجلينا جولي بأنها حاملة لجينات محفزة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 87% ، ولأخرى محفزة للإصابة بسرطان المبيض بنسبة 50%، ولأن والدة جولي كانت قد توفيت في السادسة والخمسين من عمرها بعد معاناة مع سرطان المبيض دامت عشر سنوات، فإن تاريخاً مرضياً بالعائلة يجعل نجمة السينما الأمريكية مرشحة بقوة للإصابة بأي من نوعي السرطان (الثدي او المبيض) أو حتى بكليهما..والحل هو استباق السرطان القادم بحرمانه من وظيفته المقبلة.
هكذا ببساطة اتخذت جولي قرارها، باستباق السرطان عبر استئصال النهدين والمبيضين اللذين لم يصابا بعد بالمرض، القرار لا يمكن ان يكون سهلاً، فلا أحد يشبه الفنان في علاقته بجسده، و هولا يبرع في تجسيد ما يسند اليه من ادوار الا بمقدار استيعابه لحقائق جسده وقدرته على توظيف اعضائه في التعبير لنقل المعنى والاحساس الى المتلقي، وبسبب هذه العلاقة "الوجودية" بين الفنان وجسده، تبدو حالة النجمة العالمية انجلينا جولي التي خضعت قبل ايام لجراحة استئصال نهديها ، فيما تستعد لجراحة اخرى لاستئصال المبيضين ، فريدة من نوعها، فقد امتلكت شجاعة المواجهة مع الشبح، وقررت الذهاب اليه بنفسها في عقر داره، ليس خوفا من الألم وتوابعه فحسب، وإنما لأنها - بحسب ما قالت في مقال "شجاع" نشرته بصحيفة نيويورك تايمز قبل أيام- رأت الخوف في عيون أطفالها الستة، وبينهم بالمناسبة أربعة أطفال بالتبني، أحدهم من اثيوبيا والثاني من كمبوديا والثالث من فيتنام والرابع من جمهورية التشيك.
أرادت جولي الحياة من أجل اطفالها، فقررت بشجاعة الذهاب لمصارعة الموت، بعدما اخترت بنفسها ومع اطبائها زمان المواجهة ومكانها، ثم اكتملت شجاعة انجلينا جولي بقرارها الذهاب الى المجتمع ومكاشفته بالحقيقة، لم تخجل الفنانة التي خسرت اهم رموز انوثتها في معركتين مع المرض ، من الاعتراف بأن الجسد الذي طالما تباهت به، قد اصابه عوار شديد،وبأن الأنوثة التي طالما اثارت الاعجاب او الحسد، قد اصبحت ناقصة لأهم ملامحها المادية.
خرجت جولي من معركتها الشخصية مع السرطان، لتقود المجتمع الانساني كله في معركة ضد ذات المرض، تشجع النساء على توجيه الضربات الاستباقية له ،كلا بحسب حالتها وظرفها، وتضع المواجهة المبكرة معه في دائرة الاهتمام الانساني.
انجلينا جولي في مواجهتها مع السرطان، لم تكن فحسب إمرأة جميلة امتلكت شجاعة فارس ورحمة قديس، لكنها بسلوكها الشجاع في المواجهة، وفي المكاشفة، عكست قصة حضارة استندت في تفوقها، على اهتمام بالغ بالرياضيات والعلوم الطبيعية، سلمها بدوره لمنظومة قيم عملية، تعرف ان العلم وحده هو ساحة المواجهة الحقيقية، وأن ثمة منطقة وسطى يجب أن يذهب اليها كل من أراد العيش من أجل نفسه ومن أجل الآخرين، ففي مواجهة الاختيار بين الحياة الناقصة والموت الأكيد/ اختارت جولي بمحض ارادتها ان تستكمل حياتها، بعد جراحةاستئصال الثديين والمبيضين، وفي صمت وبدون ان تخطر حتى والدها - الذي قال انه علم بالأمر عن طريق الانترنت رغم وجوده معها قبل 24 ساعة- ضحت برموز انوثتها من أجل ان تحيا لترعى اطفالها.
في عام 1974 خرجت بيتي فورد زوجة جيرالد فورد نائب الرئيس الامريكي آنذاك لتعلن للرأي العام الأمريكي انها أجرت جراحة لاستئصال الثدي بسبب اصابتها بمرض السرطان، بعدها حظي مرض سرطان الثدي باهتمام واسع في الاوساط الاعلامية والسياسية ولطبية بالطبع، وبعد اربعين عاماً خرجت اجلينا جولي فاتنة السينما الأمريكية لتصارح العالم بحقيقة مرضها، ولتقود حملة من أجل الاهتمام بالمرض ودعم الابحاث العلمية الرامية الى مواجهته.
ما فعلته بيتي فورد قبل اربعين عاما، وما فعلته بعدها انجلينا جولي قبل ايام، يعكس ثقافة الانسان في العالم الأول، تلك الثقافة التي اسهمت، في تكريس قيم الشفافية والمكاشفة، وأهلت انسان العالم الأول لخوض المواجهة مع الأخطار بروح عملية تدرك انك لكي تحقق كسبا يجب ان تدفع ثمنا، وأنك لكي تربح اي مواجهة فإن عليك ان تتسلح بالعلم، وأنك لكي تتخذ قرارا حاسما مثل ذلك الذي اتخذته انجلينا جولي يجب ان تكون لديك ثقة كافية بالمؤسسة التي قد تكون طبية كما في حالة جولي او قضائية او سياسية او علمية.. باختصار يجب ان يكون لديك ثقة في معايير الجدارة التي اعتمدها المجتمع وسهرت على حمايتها مؤسساته.. حكاية انجلينا جولي التي ذهبت الى مواجهة استباقية مع سرطان زاحف ، هى ذاتها حكاية انسان العالم الأول كله، حيث عمارة الانسان تسبق عمارة المكان
=========
بقلم / عبد المنعم مصطفى


@[388931641156103:274:مصر بكره بينا احلى]
حكاية انجلينا جولي

============================

أجمل من أن تموت.. واشرس من أن تعيش
 "Too beautiful to die and too wild to live " 
تلك العبارة حملها فيلم 
GIA
 الذي قامت ببطولته النجمة العالمية أنجلينا جولي، وكأنما كان يلخص حكايتها قبل وقوعها بسنوات، فالشعار قد عكس على نحو مثير حال بطلة تقمصته فيلما، ثم دارت الأيام لتعيشه واقعاً.
ما الذي حدث؟!..
ما حدث هو أن الأطباء أخبروا فاتنة السينما الأمريكية أنجلينا جولي بأنها حاملة لجينات محفزة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 87% ، ولأخرى محفزة للإصابة بسرطان المبيض بنسبة 50%، ولأن والدة جولي كانت قد توفيت في السادسة والخمسين من عمرها بعد معاناة مع سرطان المبيض دامت عشر سنوات، فإن تاريخاً مرضياً بالعائلة يجعل نجمة السينما الأمريكية مرشحة بقوة للإصابة بأي من نوعي السرطان (الثدي او المبيض) أو حتى بكليهما..والحل هو استباق السرطان القادم بحرمانه من وظيفته المقبلة.
هكذا ببساطة اتخذت جولي قرارها، باستباق السرطان عبر استئصال النهدين والمبيضين اللذين لم يصابا بعد بالمرض، القرار لا يمكن ان يكون سهلاً، فلا أحد يشبه الفنان في علاقته بجسده، و هولا يبرع في تجسيد ما يسند اليه من ادوار الا بمقدار استيعابه لحقائق جسده وقدرته على توظيف اعضائه في التعبير لنقل المعنى والاحساس الى المتلقي، وبسبب هذه العلاقة "الوجودية" بين الفنان وجسده، تبدو حالة النجمة العالمية انجلينا جولي التي خضعت قبل ايام لجراحة استئصال نهديها ، فيما تستعد لجراحة اخرى لاستئصال المبيضين ، فريدة من نوعها، فقد امتلكت شجاعة المواجهة مع الشبح، وقررت الذهاب اليه بنفسها في عقر داره، ليس خوفا من الألم وتوابعه فحسب، وإنما لأنها - بحسب ما قالت في مقال "شجاع" نشرته بصحيفة نيويورك تايمز قبل أيام- رأت الخوف في عيون أطفالها الستة، وبينهم بالمناسبة أربعة أطفال بالتبني، أحدهم من اثيوبيا والثاني من كمبوديا والثالث من فيتنام والرابع من جمهورية التشيك.
أرادت جولي الحياة من أجل اطفالها، فقررت بشجاعة الذهاب لمصارعة الموت، بعدما اخترت بنفسها ومع اطبائها زمان المواجهة ومكانها، ثم اكتملت شجاعة انجلينا جولي بقرارها الذهاب الى المجتمع ومكاشفته بالحقيقة، لم تخجل الفنانة التي خسرت اهم رموز انوثتها في معركتين مع المرض ، من الاعتراف بأن الجسد الذي طالما تباهت به، قد اصابه عوار شديد،وبأن الأنوثة التي طالما اثارت الاعجاب او الحسد، قد اصبحت ناقصة لأهم ملامحها المادية.
خرجت جولي من معركتها الشخصية مع السرطان، لتقود المجتمع الانساني كله في معركة ضد ذات المرض، تشجع النساء على توجيه الضربات الاستباقية له ،كلا بحسب حالتها وظرفها، وتضع المواجهة المبكرة معه في دائرة الاهتمام الانساني.
انجلينا جولي في مواجهتها مع السرطان، لم تكن فحسب إمرأة جميلة امتلكت شجاعة فارس ورحمة قديس، لكنها بسلوكها الشجاع في المواجهة، وفي المكاشفة، عكست قصة حضارة استندت في تفوقها، على اهتمام بالغ بالرياضيات والعلوم الطبيعية، سلمها بدوره لمنظومة قيم عملية، تعرف ان العلم وحده هو ساحة المواجهة الحقيقية، وأن ثمة منطقة وسطى يجب أن يذهب اليها كل من أراد العيش من أجل نفسه ومن أجل الآخرين، ففي مواجهة الاختيار بين الحياة الناقصة والموت الأكيد/ اختارت جولي بمحض ارادتها ان تستكمل حياتها، بعد جراحةاستئصال الثديين والمبيضين، وفي صمت وبدون ان تخطر حتى والدها - الذي قال انه علم بالأمر عن طريق الانترنت رغم وجوده معها قبل 24 ساعة- ضحت برموز انوثتها من أجل ان تحيا لترعى اطفالها.
في عام 1974 خرجت بيتي فورد زوجة جيرالد فورد نائب الرئيس الامريكي آنذاك لتعلن للرأي العام الأمريكي انها أجرت جراحة لاستئصال الثدي بسبب اصابتها بمرض السرطان، بعدها حظي مرض سرطان الثدي باهتمام واسع في الاوساط الاعلامية والسياسية ولطبية بالطبع، وبعد اربعين عاماً خرجت اجلينا جولي فاتنة السينما الأمريكية لتصارح العالم بحقيقة مرضها، ولتقود حملة من أجل الاهتمام بالمرض ودعم الابحاث العلمية الرامية الى مواجهته.
ما فعلته بيتي فورد قبل اربعين عاما، وما فعلته بعدها انجلينا جولي قبل ايام، يعكس ثقافة الانسان في العالم الأول، تلك الثقافة التي اسهمت، في تكريس قيم الشفافية والمكاشفة، وأهلت انسان العالم الأول لخوض المواجهة مع الأخطار بروح عملية تدرك انك لكي تحقق كسبا يجب ان تدفع ثمنا، وأنك لكي تربح اي مواجهة فإن عليك ان تتسلح بالعلم، وأنك لكي تتخذ قرارا حاسما مثل ذلك الذي اتخذته انجلينا جولي يجب ان تكون لديك ثقة كافية بالمؤسسة التي قد تكون طبية كما في حالة جولي او قضائية او سياسية او علمية.. باختصار يجب ان يكون لديك ثقة في معايير الجدارة التي اعتمدها المجتمع وسهرت على حمايتها مؤسساته.. حكاية انجلينا جولي التي ذهبت الى مواجهة استباقية مع سرطان زاحف ، هى ذاتها حكاية انسان العالم الأول كله، حيث عمارة الانسان تسبق عمارة المكان
=========
بقلم / عبد المنعم مصطفى

No comments: